بلدي نيوز – إدلب (خاص)
شهدت محافظة إدلب، اليوم الخميس, سلسلة اغتيالات متتالية طالت شخصيات عسكرية ومدنية وإعلامية في مختلف مناطق المحافظة، خلفت قرابة 14 قتيلاً بينهم قادة عسكريون وصيدلاني، والعديد من الجرحى بينهم ناشط إعلامي، في ظل غموض كامل عن يكتنف طبيعة العمليات والجهات التي تنفذ وتدير هذه العمليات.
وفي التفاصيل، تعرض القيادي في "هيئة تحرير الشام" المدعو "أبو الورد كفر بطيخ" لعملية اغتيال بالقرب من مدينة معرة النعمان بإطلاق النار على سيارته ما أدى لمقتله على الفور ومرافقيه, كما تعرض المدعو "أبو ربيع حلفايا" مسؤول قسم الآليات في "هيئة تحرير الشام" لإطلاق نار مباشر أدى لمقتله على الفور عقب مغادرته مقرا عسكريا تابعا لهم بالقرب من مدينة خان شيخون.
وقتل القيادي في جيش الأحرار "أبو سليم بنش" بعملية اغتيال مماثلة بالقرب من مدينة بنش، كما تعرض ثلاثة مقاتلين ينتمون "للحزب الإسلامي التركستاني" لعملية اغتيال مشابهة بالقرب من بلدة أرمناز شمالي إدلب ما أدى لمقتلهم على الفور، في وقت لقي ثلاثة عسكريين من مهجري مدينة الزبداني حتفهم بعملية اغتيال مماثلة بالقرب من مدينة معرة مصرين بريف إدلب الشمالي.
وفي خان شيخون جنوباً، قتل ثلاثة مدنيين بعمليتي اغتيال منفصلتين, كما قتل الصيدلاني "طراد الديري" في بلدة جوباس بإطلاق نار مباشر من قبل مجهولين داخل صيدليته, وقتل شاب مدني وأًصيب آخر بإطلاق نار مباشر عليهم بالقرب من بلدة حزانو بريف إدلب الشمالي.
وفي جسر الشغور بريف إدلب الغربي، قُتل مدني وأصيب آخرون بإطلاق نار مباشر استهدفهم بالقرب من بلدة عين السودا، كما قتل شخص وأصيب آخر بذات الطريقة في شارع الثلاثين وسط إدلب المدينة.
ونجا مدير الدائرة الإعلامية لمديرية التربية والتعليم في إدلب "مصطفى الحاج علي" من محاولة اغتيال بإطلاق النار عليه من قبل مجهولين قرب بلدة النيرب، فيما لا تزال حالته الصحية غير مستقرة حتى اللحظة، كما نجا أربعة مقاتلين - اثنان منهم ينتمون لفصيل جيش الأحرار- من محاولة اغتيال قرب مدينة سراقب شرقي إدلب .
وفي حديث خاص لبلدي نيوز مع القاضي "محمد نور حميدي" حول الموضوع، قال: "بعد أن تم الاتفاق بين الفصائل على وقف الاقتتال ومحاولة دمج تلك الفصائل ضمن تكتل وجبهة واحدة هدفها قتال النظام، وبما أن هذا الأمر قد أزعج روسيا والنظام بحيث تم سحب الذريعة التي تمسك بها روسيا وحلفاؤها، سيما وأن الخارجية الروسية قد صرحت أن الخطوة القادمة هي إدلب لتطهيرها من الإرهاب، على حد زعمهم، كان لابد من تحريك عملائها ضمن المحرر عن طريق عمليات الاغتيال لإعادة خلط الأوراق من جديد، ودليل ذلك أن الاغتيالات شملت التركستان وثوار الزبداني وناشطين ومدنيين وعسكريين على حد سواء".
بدوره؛ الضابط في الجيش السوري الحر "قصي سيف الدين" قال لبلدي نيوز: "تفتقر محافظة إدلب لمنظومة أمنية فعالة لضبط الانفلات الأمني الحاصل, وتشتت المنظومات الأمنية التابعة للفصائل وعدم التنسيق فيما بينها واقتصار نشاطها على مناطق سيطرة الفصيل يعتبر من أكبر معوقات ضبط الأمن في المحافظة, الأمر الذي يسهل دخول وخروج عملاء النظام وداعش للمناطق المحررة.. فعلى سبيل المثال يمكن لأي عميل أن يتنقل هو وسلاحه ضمن مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام ويعرف نفسه بأنه تابع للجيش الحر، ويتنقل في مناطق سيطرة الجيش الحر ويعرف نفسه بأنه يتبع لجهة تحرير سوريا.. وهكذا".
وأضاف سيف الدين: "مع تهجير مئات الآلاف من كافة المحافظات السورية إلى محافظة إدلب بات من السهل أن تقوم هذه الخلايا بافتتاح مقرات عسكرية والتنقل بعربات عسكرية وحمل كافة أنواع الأسلحة وادعاءهم الانتماء للفصيل الفلاني والمنطقة الفلانية".
يذكر أنّ أكبر الفصائل المتقاتلة في الشمال السوري وقعت مساء أمس بيانا يقضي بإيقاف الاقتتال بشكل دائم وحل الخلافات فيما بينها، كما شهدت محافظة إدلب خلال الأشهر الماضية حالة استقرار من هذه الناحية، فبعد ملاحقة خلايا النظام وخلايا داعش في المحافظة أصبحت عمليات الاغتيال شبه معدومة.